ما هي الدبلوماسية في نماذج الأمم المتحدة؟ - What is Diplomacy in Model United Nations
"السيد عضو الوفد، برجاء الالتزام بقواعد اللياقة الدبلوماسية!"
أي معتاد علي المشاركة بنماذج الأمم المتحدة يعلم، أن هذه الجملة في عالمنا، كالكريبتونايت في عالم سوپر-مان. يستخدمها رئيس اللجنة ليلزم الحاضرين باحترام قواعد اللجنة للياقة الدبلوماسية. يتمحور هذا عادة نحو أسلوب الخطاب، قواعد النقاش، طريقة رفع الطلبات الرسمية، الخ.
ولكن في الواقع، يتعدى مفهوم الدبلوماسية تطبيقها البسيط في نماذج الأمم المتحدة. تعرف الدبلوماسية بفن التواصل، بين ممثلي دول، أو أشخاص عاديين. من المنطلق الدولي، الدبلوماسية هي فن اجراء النقاش، خلق اتحادات، كتابة اتفاقات والوصول إلي تفاهمات مشتركة. من منطلق اجتماعي، الدبلوماسية هي ببساطة، فن التعامل مع الناس، بلباقة، كياسة وحكمة، لمراعاة وارضاء جميع الأطراف.
هي فن بمعني الكلمة، بسبب المبدأ الرئيسي من ورائها. وهو مراعاة المصلحة الشخصية. فمن الجيد التحاور بلباقة. لكن، من الفن أن تتمكن من اعلاء مصلحة دولتك الخاصة، مع التأكيد علي رضا وموافقة الطرف الآخر. الدبلوماسية تقع في إيجاد حل وسط.
الحقيقة، أن الدبلوماسية قد شكلت وصبغت نسيج العلاقات الدولية والحضارة الحديثة. الدبلوماسية هي ما يجمع رؤساء الدول وممثلي الأحزاب في نقاشات للوصول لمصالح مشتركة. هي ما خلق مؤتمرات الأمم المتحدة لإيجاد حلول لمشاكل دولية طارئة. كل قرار دولي من مجلس الأمن أو الجمعية العامة، كل معاهدة أو قمة دولية، وميثاق الأمم المتحدة بذاته، قد شكلته الدبلوماسية الدولية.
إذا، ما هي الدبلوماسية في نماذج الأمم المتحدة؟
المندوب الخبير سيقول لك، أنها أكثر من تطبيق لقواعد اللجنة أو التكلم برسمية. هي منظومة من القرارات، وطريقة فكر. وهي ما تميز المندوب العادي عن المندوب الأفضل، لأن المندوب الدبلوماسي، يمتلك قوة تأثير على اتجاه اللجنة.
وها هي نصائحي، لكي تكون مندوبا دبلوماسيا ناجحا:
قم ببحث مستفيض
قبل الدخول إلي النقاش، ابحث موقف دولتكم والدول الأخرى من القضية المعروضة. يجب أن تمتلك نظرة كاملة عن جميع مصالح واتجاهات أعضاء الوفد المختلفين كي تتمكن من التصرف بالشكل المناسب في الأوقات المختلفة.
افهم واحترم جميع وجهات النظر
الطريقة الوحيدة لإنجاح أي محاولة دبلوماسية، هي احترام وتفهم وجهة نظر الآخر. وبعد ذلك، محاولة إيجاد حل وسط. انظر إلى المجلس بشكل محايد وموضوعي، وفكر في الحل الذي سيناسب جميع الأطراف. ولكن بعد ذلك، حاول ادخال كل التفاصيل الممكنة التي تخدم سياسة دولتكم.
قواعد واجراءات اللجنة أساسية
يجب أن تعلمها جيدا قبل دخولك النقاش. هي من أهم أدوات الدبلوماسي الناجح.
رسمية الخطابات
ابدأ كل خطاب بشكر وتوجيه للرئيس. "السيد رئيس اللجنة، السادة أعضاء الوفد". انتهز أي فرصة ممكنة لإضافة الرسمية للخطابات. هذه التفاصيل الصغيرة لها وقع كبير.
كلمات ومحتوي الخطاب
اجعل خطاباتك مؤثرة، وتفيض بالاحترام. اضمن فيهم أكبر عدد ممكن من الدول، وأشر إلى أن المصلحة العامة هي هدفك الرئيسي. استخدم وقائع، وضع اهتماما كبيرا في كلماتك وصياغة تعبيرك عن موقفك. اكتب خطاباتك قبل قراءتها، وابحث عن التعبيرات المناسبة.
الاحترام قبل كل شيء
هذا ما يميز الدبلوماسي. هذه هي النقطة الفاصلة. احترام الجميع في كل وقت. اعلم أن أي تقليل من احترام للمندوبين الآخرين في خطابك لن يجعله مقنعا، بل سيضعف موقفك.
اصنع اتحادات
ابحث كلما استطعت عن مندوبين يشاركونك في موقفك، ومن يمكنك خدمتهم بشكل ما سياسيا، وأخذ ولائهم في المقابل. صنع علاقات إيجابية هو أساس الدبلوماسية.
استمع، استمع، استمع
استمع إلى كل الخطابات، خذ وقتا لتفهم المندوب الآخر. هذا ما سيمكنك من تقوية موقفك وحجتك، سواء معه أو ضده. هذا ما يصنع المندوب الناجح.
تذكر الهدف
تذكر دائما أن هدفك الأول والأخير هو تحقيق مصلحة وأهداف دولتكم الشخصية. الدبلوماسية الصحيحة هي وسيلة لهذه الغاية.
القرار هو النتيجة
القرار هو منتج النقاش، والمجلس. استخدمه وحاول بكل الطرق أن تدخل بنودا فيه ترعي مصالح دولتكم وسياستها الخارجية. لكن لا تنس أبدا أهمية الدبلوماسية، وتفهم مصالح الدول الأخرى.
هذا، السيد عضو الوفد، هو سبيل النجاح في نماذج الأمم المتحدة.
إذا، عندما تعمل على تطبيق الدبلوماسية في لجنة محاكاة للأمم المتحدة، تذكر أنك تطبق فعليات خلق الحضارة، والسياسة الحديثة. أنت تسير في خطي صناع التاريخ.
ولذلك، كل مقال سيأتيكم من جانبي، سيكون من منطلق احترام أهمية الدبلوماسية، التي أدت إلى بناء الأمم المتحدة، والتي تتمحور حولها كل المؤتمرات الدولية في كل وقت ومكان.
