top of page

من حلم لنجاح، رحلتي مع تطوير أول لجنة عربية بمؤتمر دولي بالعالم، ثايمن قطر - Vision to Success, My J

امتلأت القاعة ببطء، مع دخول مندوب متخوف تلو الآخر، ومع صوت ثلاث قرعات لمطرقة رئيس اللجنة، وجملة ’’السادة أعضاء الوفد، لقد اجتمعت اللجنة، برجاء التزام النظام‘‘، بدأ أول مؤتمر دولي لنموذج الأمم المتحدة باللغة العربية الفصحي بالعالم بكتابة التاريخ.

نبيلة العصار، مؤتمر قطر للقادة عام 2014، تقدم برنامج نموذج الأمم المتحدة بالعربي

قبل هذا المؤتمر بعدة أشهر، لم يكن لMUNبالعربي علي المستوي الدولي، وخاصة THIMUN، أي وجود. بعد أن تمت دعوتي لبناء هذا البرنامج لمؤتمر ثايمن لأول مرة، وجدت نفسي في موضع مسئولية، ومع تلك المسئولية، نسبة متساوية من الإرادة، الممزوجة مع الخوف.

فأنا لم أختر نموذج الأمم المتحدة باللغة العربية في صغري. والتحدي لإنجاح هذا البرنامج في قطر، لم يكن سهلا. بعد عمل شاق، وبعد بناء وتطوير كل كلمة في هوية اليرنامج، مدلخله ومخارجه، وقواعد اجرائه، أصبح البرنامج جاهزا، ليبدأ بناء عليه أول مؤتمر ثايمن دولي باللغة للعربية.

وهكذا، بدأ مؤتمر ثايمن قطر ٢٠١٥.

في الوهلة الأولي، بدا علي أعضاء الوفد بعض الخجل، الترقب والقلق من مدي قوة تحضيرهم. بعد إعلان القضايا المعروضة للنقاش في اللجنة، أخذ أول مندوب خطواته الأولي تجاه المنصة ليلقي خطابه الافتتاحي. وكانت هذه النقطة الفاصلة، التي حطمت كل التوقعات والأحكام المسبقة. بدأ عضو الوفد بعرض موقف دولته تجاه كل من القضايا بقناعة وحماس، وبلباقة أذهلت الغرفة وغيرت الطاقة المحيطة بالحاضرين. أتبعه بعد ذلك أعضاء الوفد الآخرين، ومع كل متحدث وخطاب جديد، ازدادت قوة الحماس في اللجنة، وازدادت ثقة المتحدثين. تبدلت الطاقة من تخوف وخجل، لثقة معدية، تمكين، انجاز ومنافسة. وأصبح من الواضح أن هذا المؤتمر، سيكون من الصعب نسيانه.

كانت المواضيع المعروضة علي جدول أعمال اللجنة الإقليمية لقضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي: وسائل تقوية والحفاظ علي اللغة العربية الفصحى، القضية السورية، ودور المؤسسات الدينية في العملية السياسية. من المؤكد أن هذه المواضيع معقدة، ومثيرة للفكر والجدل، ويصعب ناقشها من وجهة نظر دولة عربية. ولكن، مع إضافة عائق دراستهم ونقاشهم باللغة العربية الفصحي، أثبتت اللجنة العربية أنها تمثل تحدِّياً أعمق من اللجان الأجنبية المعتادة، وأنها نموذج للأمم المتحدة، يعتمد النجاح فيه يقف علي قطع الشوط الإضافي في العمل والتحضير، وكذلك النقاش والتحالف.

عند الاستماع لخطابات أعضاء الوفد باللغة العربية الفصحي، يمكن ملاحظة بعض الاستنتاجات. أولاً، هو أن التحدث باللغة العربية ليس سهلاً بالنسبة إلي هؤلاء الطلاب. هم ليسوا ماهرين بشكل كبير، ولكنهم يحاولون ويتعلمون، ويبذلون جهداً ملحوظاً لسرد الكلمات المناسبة بالسرعة الكافية عند القاء خطاب مرتجل للرد علي سؤال غير متوقع. ثانيا، أن النقاط المعروضة في خطاباتهم، وعمق تحليلهم، وفعالية حلولهم العملية المقترحة، أثبتت قوة تحضيرهم ونضج فكرهم. ثالثاً، أن مع كل خطاب جديد، ظهر تحسن ملحوظ وهائل في مهارة اللغة العربية والنقاط المعروضة، والتأثير في الحاضرين. وأخيراً وعلي الأخص، الملاحظة الأساسية، التي لا يمكن رؤيتها إلا بعد قضاء وقت في اللجنة، هو الروح. روح الغرفة، والطاقة الإيجابية المشعورة فيها. فالاستنتاج الأخير يثبت أن التجربة الفريدة التي يمر بها الطلاب في نموذج الأمم المتحدة باللغة العربية، تخلق محيطاً مميزاً وفريداً، ينبع من العلاقة الفريدة بين المشاركين فيه. هي أخوية صامتة، وعلم غير معلن بأنهم يمرون بتحدٍّ مشارك، لا يقدره أحد مثل المشاركين فيه. كان طلاب اللجنة العربية يساعدون بعضهم وقت التحالف، ويستمرون في نقاش وتحليل القضايا باللغة العربية حتي في أوقات الاستراحة خارج اللجنة.

يسهل فهم الصداقة التي نشأت بين أعضاء الوفد في اللجنة العربية بعد دراسة التحديات التي مروا بها لكي يؤدوا دورهم كأعضاء وفد في مؤتمر عربي بنجاح. فاللغة العربية الفصحي يندر متحدثيها، ويندر أكثر الماهرين فيها. فهي علي أحسن الفروض، لغة ثانية، تأتي بعد اللهجة العامية للدولة العربية المعنية، كالجزائري أو المصري أو الكويتي. ولكنها، في معظم الأحيان، تكون لغة ثالثة أو رابعة، تأتي بعد الإنجليزية أو لغات أجنبية أخري. نجح أعضاء وفد اللجنة العربية في عملية تضمنت بحث معقد، نقاش، عرض، تحليل وإيجاد حلول لمواضيع سياسية علي جدول أعمال اللجنة، باللغة العربية الفصحي.

Arabic MUN Committee THIMUN Qatar

بالرغم من أي تحدٍّ زائد مر به أعضاء وفد اللجنة العربية، نجح هؤلاء الطلاب في تحضير ونقاش خمس قرارات شاملة ومفصلة لحل ومواجهة القضايا المعروضة. بعد نقاش قوي، تم التصويت علي كل من القرارات، وتبنت اللجنة أربعة من الخمس قرارات بنجاح.

بعد اجراء التصويت الأخير للقرار الخامس، حانت نهاية المؤتمر العربي العالمي الأول. تقدم كل مندوب لاستلام شهادته التقديرية من رئيس اللجنة، ومع تصفيق أخير وشكر من الحاضرين، انتهي مؤتمر ثايمن قطر ٢٠١٥. ولكن، بالنسبة للبرنامج العربي العالمي لنماذج الأمم المتحدة، فالطريق لازال في أوله، ويقف أمامه اكتشافات عديدة.

علي هذه النقطة، سأضيف ملاحظة شخصية. في الواقع، أن إيماني بقوة وأهمية نماذج الأمم المتحدة في تقوية جميع المواهب والمهارات وتغيير مسار حياة إنسان، لا حدود له. أفخر كل الفخر بتجاربي المختلفة في عالم نماذج الأمم المتحدة. ولكن، في الحقيقة، أن هذه التجربة، تجربة العمل مع نموذج الأمم المتحدة باللغة العربية، غير مفهوم وعمق معني الإلهام من MUN بالنسبة لي.

ففي مؤتمر اللجنة العربية، شهدت عجباً. شاهدت ما اتضح أنه مؤتمر غير عادي، وأعضاء وفد غير عاديين. هم طلاب، أخذوا خطوة جريئة، بالسفر داخل وخارج بلدهم، للمشاركة في لجنة جديدة، بلغة صعبة عليهم، لاغتنام فرصة فريدة، آمنوا بأنها لا مثيل لها، وأنها تستحق المحاولة. شاهدت من حاولوا وثابروا حتي تمكنوا من القاء خطاب عربي بطلاقة. شاهدت من واجهوا مخاوفهم وعدوا علي المنصة، وأذهلوا الغرفة بمهارتهم. شاهدت من حللوا، وبحثوا، ليكتبوا ويقدموا قراراً رائعا.

شاهدت في هؤلاء الطلاب شجاعة لم أكن أمتلكها في سنِّهم. فهم وقفوا في وجه حال سائد، وظاهرة منتصرة في مجتمعهم، بين أصدقائهم وفي مدارسهم وخاصة في المدارس الأجنبية، وهو تجنّب التحدث باللغة العربية ككل، واللغة العربية الفصحى بشكل أخَصّ.

كلماتهم هي سبب استمرار إيماني بنماذج الأمم المتحدة. هذه بعض كلماتهم:

سلمي خالد

في اليوم الأول، كنت خائفة جداً، شعرت أني قد أقع، أو أني لن أتمكن من التحدث أو الإجابة علي الأسئلة بطلاقة. لكن، مع بداية رؤيتي للمندوبين الآخرين، ووتفاعلهم الإيجابي في المؤتمر، تحمست للمشاركة بأكبر شكل ممكن، أردت النقاش ولم أهتم بخوفي من اللغة أو من التحدث! كانت تجربة ثايمن قطر في اللجنة العربية مميزة ومثيرة للغاية، وأريد أن أشكر كل من شاركوا فيها.

محمد عمر

كانت فكرة MUN باللغة العربية تبدو كتحدٍّ كبير بالنسبة لي في بداية الأمر. ولكن، بعد أن بدأت في المحاولة، اكتشفت أن مع المجهود، وعدم اليأس في حال عدم وجود المعلومات التي أبحث عنها فوراً، يمكنني النجاح في هذه اللجنة. أنا فخور وسعيد لأنني شاركت في المؤتمر العربي العالمي الأول في ثايمن. إنها تجربة سأتذكرها وأقدرها تماماً، وللأبد.

مريم الشيخ

عندما قدمت علي MUN، كان هدفي الرئيسي هو مكسب مؤهل تقدره الجامعات. ولكن، بعد دراستي للنموذج العربي، وقعت في حبه حقاً. MUN ليست مجرد مؤهل نكتب علي تقديمات للجامعات، بل هو أسلوب حياة تتبناه بالكامل. تعلمت في اللجنة العربية أن أنظر للعالم بمنظور مختلف، أن أعمق في دراسة الوقائع والجوانب المختلفة للأحداث. ازدادت ثقة بنفسي وبقدراتي، وتمكنت من تكوين خطاب سريعاً لأساند وجهة نظري. تعلمت أن بدون التحدث ومواجهة القضايا المختلفة، لن نقدر علي تغيير محيطنا. أنا شاكرة لهذه التجربة، وبالكاد أنتظر السنة القادمة !

عبد الرحمن سلامة

في بداية الأمر، كنت قلقا من المشاركة في MUN باللغة العربية، لأنها تجربة مختلفة عن أي MUN شاركت فيها من قبل. ولكن، عندما شعرت أنني قد افتح أبواباً جديدة لأجيال متعددة قادمة ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في العالم بأكمله، قررت التقديم. فوجئت بمهارة المندوبين الآخرين في تخليا ونقاش القضايا باللغة العالية، و صعدت بالتعرف علي طلاب من جميع أنحاء الدول العربية. يمكنني أن أقول وبثقة أن تجربة نماذج الأمم المتحدة بالغة العربية، كانت أفضل تجربة MUN ممرت بها ضمن جميع تجاربي في السنوات التي أشتركت فيها في البرنامج.

معاذ خليل

إن الإنخراط في هذه التجربة بالنسبة لي، لا يقتصر فقط على مؤتمر يستمر لمدة يومين، بل يتعدى ذلك ، ليصل إلى جوهر التمكين وزيادة الثقة لدى الأفراد ، سواء الثقة عند الإلقاء والعرض ، أو حتى النقاشات المحتدمة المثمرة التي تنجم بين المندوبين والأعضاء المشاركين. لقد سمعنا كثيرا عن مبادرات تدعو إلى إعادة إحياء اللغة العرببية ، لما له من شأن بالغ الأهمية في إعادة إحياء تراثنا ومجدنا الضائع. إن هذه المبادرة إحدى تلك المبادرات ، بل إنها هي التي توفر مجالا لطلبة المدارس ، لأن يكونوا هم التغيير الذي نحتاجه لإعادة مجد هذه الأمة ، وإعمارها لبنة لبنة. إن إختيار أي فرد المشاركة يظهر بشكل تلقائي عنصري الريادة والقيادة لديه ، لأنه سيكون سباقا مبادراً، لا منساقاً وراء مؤتمرات كثرت أمثالها. إن هذه التجربة رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وكل طالب مدرسي ينطق بلغة الضاد ، عليه أن يشارك فيها لما فيها من نهضة للفرد والمجتمع على حد سواء.

سيعتمد مستقبل برامج نموذج الأمم المتحدة باللغة العربية حول العالم اعتماداً تاماً وكاملاً علي مساندة وتشجيع المؤمنين به له، سواءً كانوا طلاباً، من رؤساء لجنة أو أعضاء وفد، متطوعين، مدارس، أو صحافة.

إن المشاركين في برنامج MUN باللغة العربية الفصحي، هم aباب متميزون، رائدون، قائدون بين أصدقائهم وفي مجتمعاتهم، وهم من يملكون الموهبة والقدرة علي تغيير العالم، أو تشكيل مستقبله. فهم يأخذون خطوات ملموسة وفعالة للتأثير في من حولهم، ولقيادة تغيير إيجابي في محيطهم، من خلال MUN، أي نماذج الأمم المتحدة، والتي تعد أكبر وأقوي وسيلة لتطوير المواهب، ولبناء القادة حول العالم.

هل يمكنك أن تكون قائداً في MUN بالمشاركة في المؤتمرات العربية؟ ماذا ستكون قصتك؟

Nabila Elassar, United Ambassadors Founder, at UN Headquarters, NYC,

infront of Arabic interpreters training session in progress.

FEATURED POSTS
RECENT POSTS
ARCHIVE
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Instagram Social Icon
  • Google+ Basic Square
  • YouTube Social  Icon
bottom of page